عن الحسين بن علي بن صاعد البربري وكان قيماً لقبر الرضا (ع) قال : حدثني أبي قال: دخلت على الرضا (ع) فقال لي: ما يقول الناس؟ قال: جعلت فداك جئنا نسألك قال فقال: ترى هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله (ص) تأوي المنازل والقصور والدور وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى ثم ترجع إلى مكانها ولما قتل الحسين بن علي (ع) خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري وقالت بئس امة قتلتم ابن نبيكم ولا آمنكم على نفسي.
عن الحسين بن أبي، عن أبي عبدالله (ع) سمعته يقول في البومة هل أحد رآها في النهار قيل له لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلا ليلاً، قال (ع): أما إنها لم تزل تأوي العمران منذ كانت حتى قتل الحسين (ع) فآلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً ولا تأوي إلا الخراب فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين (ع) حتى تصبح.
الطيور المختارة عندنا خمس: الراعبي ( الزاغبي ) والورشان والقنبرة والهدهد والبوم، والسبب في سكونها الخراب انه لما قتل الحسين (ع) درأـ عليه وقالت: لا سكنت بين قوم يقتلون ابن رسول الله، ودخلت الخراب وقيل:
يا بومـة الخـضــراء قـد انــسـت ... روحـي بقـربك إذ يستـبشـع البـوم
ويا مـثــيرة أشجـاني بـنـغـمـتـهـا ... حـاشاك ما فيـك تشـوبه ولا شوم
زهدت في زخـرف الدنيا فاسكنك ... الـزهد الخراب فمن يذمك مذموم
ففي حنينـك في وقت الظلام وقـد ... نـام الأنـام دليـل الشـوق مـوسوم