طهران: الطاقة النووية هديتنا الإلهية الكبرى
[url=javascript:void(0)]
[/url]
11/09/2007 اجتازت خطة العمل بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، اول اختبار جدي لها في افتتاح اجتماعات مجلس حكام الوكالة التي تستهدف دراسة تطورات البرنامج النووي الايراني. ورغم الاختلاف بين موقفي واشنطن والمدير العام للوكالة محمد البرادعي، والذي انعكس في تصريحين متناقضين، بدا وكأن الاتفاق يحظى بموافقة اعضاء المجلس، ولو بحذر.
ففي بيانه الافتتاحي، دافع البرادعي عن شفافية خطة العمل بين ايران والوكالة الذرية، والتي تستهدف ازالة الغموض حول مسائل نووية عالقة. واعتبر ان «هذه المرة الاولى التي توافق فيها طهران على خطة لمعالجة كافة القضايا العالقة في اطار زمني محدد، ولذلك فانها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح». ورأى ان «حل كل المسائل العالقة خلال الشهرين او الثلاثة اشهر المقبلة بعد فترة طويلة من الجمود... سيساهم الى حد بعيد في ترسيخ ثقة المجتمع الدولي بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني السابق».
وأكد البرادعي ان طهران «قدمت المعطيات والمعلومات اللازمة للوكالة لتسوية مجموعة من القضايا الغامضة»، مشيرا في السياق الى ان «موضوع البلوتونيوم سوي من وجهة نظر الوكالة». لكنه اعتبر ان «الاتفاق محدود ولن يساهم وحده في ازالة كافة الشكوك... على ايران ان تسمح بتفتيش اوسع، والإشارة الى المواقع غير المعلن انها نووية، وتعليق النشاطات المتعلقة بالتخصيب كما طلبت الوكالة الذرية وكما تنص قرارات مجلس الامن الدولي».
وفيما أكد البرادعي ان الوكالة قادرة على تأكيد عدم انحراف البرنامج النووي الايراني، اعتبر أن الوكالة بحاجة الى مزيد من الوقت لتحديد طبيعة وحجم بعض الجوانب الخاصة بالنشاطات النووية الايرانية. كما أعرب عن ثقته بأنه «يمكن إرساء ظروف ثابتة من خلال الحوار فقط بحيث يفضي ذلك الى ثقة الاسرة الدولية وتمتع ايران بالحقوق المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار».
من جهته، أبدى السفير الاميركي في الوكالة الذرية غريغوري شولت، دعما حذرا لخطة العمل. وقال «سنضغط من اجل التعاون السريع بدلا من التأخير المستمر، وستنضم الينا العديد من الدول في هذا الجهد». وكرر المخاوف الاميركية من ان ايران ستجيب فقط على الاسئلة المتعلقة بنشاطاتها النووية السابقة ولن تقدم «شرحا كاملا للنشاطات الحالية ولن تعالج نشاطات التخصيب التي تواصلها».
وقال شولت ان «التعاون الجزئي والمشروط والذي يمكن ان يحدث بناء على وعد مستقبلي، غير كاف. ان التعاون الذي يمنح ايران امكانية انتاج اسلحة نووية غير كاف». وحث مجلس الوكالة على ان يتوجه «برسالة واضحة الى طهران. واذا ما أراد الزعماء الايرانيون حقا الحصول على ثقة العالم، فبدلا من إبطاء عمل الوكالة الدولية، يجب ان يباشروا بالتعاون الكامل وغير المشروط ويعلقوا نشاطاتهم التي تسبب القلق الدولي».
ويتعرض البرادعي منذ فترة الى الانتقاد بسبب طريقة معالجته للازمة. وقال دبلوماسي غربي ان الولايات المتحدة ودول اوروبية مثل بريطانيا وفرنسا لا تزال قلقة من ان خطط البرادعي متساهلة جدا، وان المسؤول الدولي يتجاوز نوعا ما صلاحياته ويتصرف بشكل معاكس لدبلوماسية مجلس الامن. الا ان الدبلوماسي قال ان «أسلوب الحديث قد تغير» واصبح لا يتسم بالمواجهة.
ورغم ان دبلوماسيين في فيينا عبروا عن رضاهم تجاه تفسيرات البرادعي، الا ان البعض الآخر اعتبر ان «ما يقلقنا هو انه يبدو ان هذا الاتفاق يوفر طريقا لحل المسألة النووية الايرانية من دون مجلس الامن الدولي. الخطة وضعها الايرانيون الى حد بعيد والوكالة الذرية أبلغتنا مؤخرا ان هذا أفضل ما تستطيع القيام به».
وفيما ذكر دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد يرغب من البرادعي ان يؤكد في سجلات المجلس ان الاتفاق مع ايران لن يمنع الوكالة من توجيه الاسئلة التي ترغب فيها، قال دبلوماسي من إحدى دول عدد الانحياز عضو في مجلس الوكالة، ان مسؤولي الوكالة وجدوا عبر خطة العمل مع طهران «طريقة للتعامل مع ايرانيين. نعتقد انه يجب منحهم فرصة».
يذكر ان مجلس حكام الوكالة لن يقوم بأكثر من أخذ العلم بخطة العمل مع ايران «وليس التوقيع عليها نظرا لمحدوديتها». كما انه ليس من المتوقع ان يصدر المجلس أي قرارات يمكن ان تعيق خطة العمل مع ايران، او حتى ان يصدر حكما عليه.
ايران: لا بديل عن خطة العمل
في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن «إيران وباتكالها على العناية الإلهية اجتازت المرحلة الصعبة للملف النووي وذلك رغم كل العقبات ومؤامرات الاستكبار العالمي»، واصفا تحول إيران إلى دوله نووية بأنه «الهدية الإلهية الكبرى للشعب الإيراني».
ونصح مساعد رئيس وكالة الطاقة الايرانية للشؤون الدولية محمد سعيدي معارضي اتفاق ايران والوكالة الذرية بـ«اصلاح مواقفهم» والا يضعوا العراقيل امام مطلب المجتمع الدولي. وأشار إلى «التسوية النهائية لموضوعين هما موضوع البلوتونيوم وتلوث البلوتونيوم في مدينة كرج (غرب طهران)».
وكان الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني، اعتبر في وقت سابق ان خطة العمل بين طهران والوكالة الذرية هي «الطريق المعقول المتبقي ولا بديل عنه».
اسرائيل لإبقاء خيار القوة
في تل ابيب، اعلن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، ان بلاده تسعى الى إقناع الولايات الاميركية بمنع صناديقها العامة التقاعدية من الاستثمار في ثلاثين شركة اوروبية تنشط في ايران. وقال زعيم حزب الليكود ان ثماني ولايات اميركية بصدد اصدار تشريعات تحظر على صناديق التقاعد التابعة لها والتي تقدر أموالها بمليارات الدولارات، الاستثمار في هذه الشركات.
واوضح نتانياهو خلال محاضرة في المعهد الدولي لمكافحة الارهاب في هرتسليا «قال لي حاكم كاليفورنيا (ارنولد) شوارزنيغر ان قانونا مماثلا سيصل قريبا الى مكتبه»، موضحا ان «اموال صندوق التقاعد لموظفي ولاية كاليفورنيا تقدر بـ250 مليار دولار... واذا أخذتم الولايات الثلاث الكبرى، فلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا، فذلك سيمثل حركة سحب اموال هائلة».
وفيما اعتبر نتانياهو ان «الاقتصاد الايراني ضعيف جدا وبحاجة ماسة الى استثمارات جديدة»، اكد ان خيار التحرك العسكري ضد المنشآت النووية الايرانية «يجب ان يبقى مطروحا».
(ا ب، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)