قال الراوي : بينما كنت جالسا في إحدى صالات التداول أحاول أن أكتسب من الحاضرين بعض التجارب قبل أن أقرر الدخول إلى عالم الأسهم اقترب مني رجل ستيني وألقى علي التحية وجلس إلى جواري ثم سألني كيف ترى السوق يا ولدي
فقلت له : أنا لست ملما بالسوق يا والدي وليس لي فيه سابق خبرة ولكن أسمع أن الخاسرين فيه أضعاف الرابحين
فقال صدقت .. ثم أردف : هل تحب أن أملي عليك خلاصة تجربتي
قلت : هذا ما أتيت من أجله وسأدعو لك بالعمر المديد وحسن الخاتمة
فقال : سأجعلها خماسيات حتى يسهل عليك حفظها
فقلت حسنا
قال : خمسة مضاربين لا تجعل لهم عليك سلطانا
مضارب الدوائية
مضارب الإحساء
مضارب أميانتيت
مضارب العقارية
مضارب السيارات
وخمسة مضاربين طريقك الأقصر إلى جهنم
إذا دخلت معهم ولم تحفظ لسانك عنهم من غيبة أو شتم
مضارب الجماعي
مضارب التعمير
مضارب البحري
مضارب عسير
مضارب الغاز
وخمس شركات إما ثراء أو إفلاس
الأسماك
الباحة
ثمار
شمس
الشرقية الزراعية
وخمس شركات سلاحف في الصعود غزلان في الهبوط
صافولا
مكة
طيبة
فتيحي
جيزان الزراعية
واحذر من خمس عند خمس
المضاربة عندما يكون السوق هابطا بعد ارتفاع
وقف الخسارة عندما يكون سهمك في بداية الصعود
الدخول في السهم عندما يرتفع ثلاثة أيام متواصلة
الشراء بكامل السيولة عندما يكون السوق متذبذبا
البقاء في السهم عندما يعكس اتجاهه التصاعدي
وإياك ومقابر السيولة
قلت ما مقابر السيولة يا رعاك الله
قال : قطاع الاسمنت وجرير والاتصالات والبلاد والتصنيع
قلت فما الذي تبقى في السوق بارك الله فيك
فاعتدل في جلسته وقال : بقي الكثير يا ولدي .. الذي يضارب في شركة واحدة جيد .. والذي يضارب في اثنتين جيد جدا .. والذي يضارب في ثلاث ممتاز .. والذي يضارب في أربع غشيم
قال الراوي فشكرته على ما تفضل به علي من خالص النصح وغادرت الصالة وأنا أردد بعض مفردات كانت تعج بها الصالة
" تصريف .. تجميع .. تدوير "
فإذا برجل يمر من جانبي وشماغه على كتفه وعقاله في يده ويردد
" تفليس تفقير تدمير