منتدى معا الى الابد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى معا الى الابد


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سلسلة أحسن القصص -قصة قوم ثمود

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
aminalali
عضو فعال



عدد الرسائل : 102
العمر : 47
البلد : القارة
تاريخ التسجيل : 09/09/2007

سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة أحسن القصص -قصة قوم ثمود   سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 2:30 am

أخواني الأعضاء الأعزاء السلام عليكم جميعا .
لطالما قرأنا هذه الآيات من قبل ولكن أرجوا من الجميع قراءتها بتمنع و لا تتحسر على الوقت الذي سوف تقضيه في قراءة هذا الموضوع الذي يتناول قصة ذكرت في أكثر من موضع من القرآن الكريم لدلالة على أهميتها .
والقصة مجموعة من عدة مصادر فأعتذر لكم مسبقا إن كان هناك عدم ترتيب في الكلام و الأحداث .

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ، فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.

وقال تعالى في سورة القمر :
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ، فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ، سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ الْكَذَّابُ الأَشِرُ، إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ، فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ، وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

وقال تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا، إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}.

من هي قبيلة ثمود ؟ و ما هي قصة نبي الله صالح ( عليه السلام ) ؟
تنسب هذه القبيلة إلى ثمود بن جاثر بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام وكانت مساكن ثمود بالحجر بين الحجاز والشام
في تلك الوديان الفسيحة التي تدعى " وادي القرى " في شمال شبه جزيرة العرب و في عصور ما قبل التاريخ عاشت قبيلة ثمود .

و قبيلة ثمود من القبائل العربية البائدة التي لم يرد لها ذكر في التاريخ الإنساني . . سوى ما ورد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في أحاديث الرسول

ظهرت هذه القبيلة بعد أن بادت قبائل عاد في وادي الاحقاف .

اشتغل أهلها بالزراعة ، يحفرون الآبار و يحرثون الحقول ، وينحتون بيوتهم في قلب الجبال . . و كانت مواشيهم ترعى في المروج بسلام . فازدهرت بساتينهم و مزارعهم و أصبحت محمّلة بالثمار .

وكان الله قد أطال أعمارهم حتى إنْ كان أحدهم يبني البيت من المدر فيتهدم وهو حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتاً فارهين فنحتوها وكانوا في سعة من معايشهم
"وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً"

هكذا كانت تعيش قبيلة ثمود .

و بدل أن يشكروا الله و يعبدوه . . طغى الأثرياء و المترفون و اتجه أفراد تلك القبيلة إلى عبادة الأوثان من دون الله .

جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله سيدنا "صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير.

فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في المجتمع.. وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له:

قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) (هود)

تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟! يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه. ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة.

ونرى هنا أيضاً أنّ القرآن حين يتحدث عن نبيهم «صالح» يذكره على أنّه أخوهم ، وأي تعبير أروع وأجمل منه ، أخ محترق القلب ودود مشفق ليس له هدف إلاّ الخير لجماعته (وإلى ثمود أخاهم صالحاً)

لكن الله سبحانه اختار نبيه صالح ليكون رسولاً إلى قبيلته ، لينهى الناس عن عبادة الأوثان و يعبدوا الله وحده .

نبي الله صالح كان يعرف أنّ عبادة الأوثان متأصلة في قلوبهم لأنها عبادة الآباء والأجداد . . و كان يعرف أنّ زعماء القبيلة أناس مفسدون لا يحبّون الخير . . و هم يبطشون بكل من يدعو الناس إلى الانصراف عن عبادة الأصنام .
لقد قال الله فيهم (ألا بعداً لثمود) وفي آية أُخرى (89) هود (ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود) ففي جميع هذه الآيات جاء اللعن شعاراً لمن أذنبوا ذنباً عظيماً ، ويدور هذا اللعن مدار بعدهم عن رحمة الله .

و لكن نبي الله صالح عليه السلام هو نبي الله و رسوله و هو لا يخاف أحداً غير الله عز و جل .

لهذا أعلن نبي الله صالح دعوته و بشّر برسالته ، و من هنا بدأ الصراع .

وقال تعالى في سورة هود:

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ، قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ، فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ، وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ، فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ، وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ}.

لقد استخدم قوم ثمود كلام ماكر خبيث ظناً منهم أن ذلك سيؤثر في نبي الله صالح ، فقد قالوا (يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا) وكنّا نتوجه إليك لحل مشاكلنا ونستشيرك في أُمورنا ونعتقد بعقلك وذكائك ودرايتك ، ولم نشك في إشفاقك واهتمامك بنا ، لكن رجاءنا فيك ذهب أدراج الرياح ، حيث خالفت ما كان يعبد آباؤنا من الأوثان وهو منهج أسلافنا ومفخرة قومنا ، فأبديت عدم احترامك للأوثان وللكبار وسخرت من عقولنا (أتنهانا عمّا كان يعبد آباؤنا) والحقيقة أننا نشكُّ في دعوتك للواحد الأحد (وإننا لفي شك ممّا تدعونا إليه مريب) .

نجد هنا أن القوم الضّالين يلتجئون تحت غطاء الأسلاف والآباء الذين تحيط بهم هالة من القدسية لتوجيه أخطائهم وأعمالهم وأفكارهم غير الصحيحة ، وهو ذلك المنطق القديم الذي كان يتذرع به المنحرفون وما زالوا يتذرعون به في عصر الذّرة والفضاء أيضاً .

لكن هذا النّبي الكبير لم ييأس من هدايتهم ولم تؤثر كلماتهم المخادعة في روحه الكبيرة فأجابهم قائلاً : (يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربّي وآتاني منه رحمة) أفأ سكت عن دعوتي ولا أبلغ رسالة الله ولا أواجه المنحرفين (فمن ينصرني من الله إن عصيته) .. ولكن اعلموا أن كلامكم هذا واحتجاجكم بمنهج السلف والآباء لا يزيدني إلاّ إيماناً بضلالتكم وخسرانكم : (فما تزيدونني غير تخسير ..) .

بدأ الخير صراعه ضد الشر ، و بدأ النبي المؤمن صراعه ضد الأشرار الكافرين .

الصخرة المقدسة

ذات يوم ذهب أفراد القبيلة إلى صخرة كبيرة في الجبل كانوا يعبدونها منذ زمن بعيد . . الأطفال كانوا يشاهدون آباءهم يعبدون تلك الصخرة فعبدوها مثلهم . . و عندما كبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً .

الصخرة أصبحت مقدسة لدى القبيلة . . الناس يذبحون عندها الخراف . . و يقدّمون لها القرابين ، ويطلبون منها الرزق و البركة !!

و رأى نبي الله صالح ( عليه السلام ) ما يفعل قومه فحزن من أجلهم . . لهذا ذهب إليهم عند الصخرة المقدسة !!

قال لهم نبي الله صالح : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره .

قال بعضهم : كيف نعبده وحده ؟!

قال نبي الله صالح ( عليه السلام ): لأنّه هو الذي خلقكم و هو الذي يرزقكم .

قالوا : إن الله بعيد عنا و نحن لا نستطيع أن نسأله . . لهذا فنحن نعبد بعض مخلوقاته الشريفة . . و هو قد فوّضها أمرنا ، فنحن نتقرّب إليها حتى يرضى عنا .

قال صالح ( عليه السلام )بحزن : يا قوم إن الله هو الذي أنشأكم و هو الذي أرسلني إليكم لتعبدوه وحده و لا تشركوا بعبادته أحداً . .

يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربّي قريب مجيب .

قالوا : { يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً } . . كنا نأمل أن نفيد من عقلك و حكمتك . . و ها أنت تأتينا بالأعاجيب . . كيف تدعونا أن نترك الآلهة . . كيف تدعونا إلى أن نترك ما كان يعبد آباؤنا و أجدادنا ؟!


لقد أصبحنا نشكُّ في أمرك . . لقد جننت يا صالح !!

قال صالح ( عليه السلام ) : لقد أرسلني الله إليكم لتعبدوه ، و أنا لا أطلب على ذلك أجراً من أحد و لا أعبد أحداً إلاّ الله الذي خلقني .

قالوا : إذا كنت حقاً رسولاً من الله فهل تستطيع أن تخرج لنا من قلب هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء .

قال لهم النبي صالح ( عليه السلام ) : إن الله قادر على كل شيء و هو الذي خلقنا جميعاً من هذا التراب .

قالوا : إنّا لا نؤمن برسالتك حتى تخرج لنا ناقة من قلب هذه الصخرة .

و صاح بعضهم : نعم . . و أن تكون عشراء . .

أي في بطنها حمل ( جنين ذو عشرة أشهر ) .

قال سيدنا صالح : سأدعو الله فإذا فعل ذلك فهل توحّدوا الله وتؤمنوا بأني رسول منه إليكم ؟

قالوا : نعم يا صالح ، فمتى الموعد ؟

فلما ألح عليهم بالدعاء والتحذير والتخويف سألوه فقالوا يا صالح اخرج معنا إلى عيدنا وكان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم فأرنا آية فتدعو إلهك وندعو آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك لان استجيب لنا اتبعتنا . فقال : نعم . فخرجوا بأصنامهم وصالح معهم فدعوا أصنامهم أن لا يستجاب لصالح ما يدعو به . وقال له سيد قومه : يا صالح أخرج لنا من هذه الصخرة -لصخرة منفردة - ناقة جوفاء عشراء ، فإنْ فعلت ذلك صدقناك . فأخذ عليهم المواثيق بذلك

.


عدل سابقا من قبل في الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 2:32 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aminalali
عضو فعال



عدد الرسائل : 102
العمر : 47
البلد : القارة
تاريخ التسجيل : 09/09/2007

سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Empty
مُساهمةموضوع: تكملة القصة   سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 2:31 am

قال لهم صالح ( عليه السلام ) : غداً في هذا المكان .

مع أوّل خيوط الفجر انطلق صالح صوب الجبل حيث توجد الصخرة الكبيرة .

إن ما سيفعله صالح ( عليه السلام )ليس أمراً سهلاً !! كيف يمكن للجبل أن يتمخض عن ناقة ؟!

كيف يمكن لهذه الصخرة الصمّاء أن تتشقق فتخرج عنها ناقة عشراء ؟!

اجتمعت قبيلة ثمود بأسرها عند الجبل . . كان بعضهم يشكك ، و كان بعض ينظر إلى الجبل و آخرون كانوا يراقبون ما يفعله من بعيد .

رأوا صالح ينظر إلى السماء الزرقاء ، و يتمتم بكلمات كان ينظر بخشوع و ضراعة و كانوا يرون يديه تشيران إلى الجبل و إلى قبيلة ثمود .

أدركوا أن صالح يتضرّع إلى ربّه ، يطلب منه آية على صدق رسالته .

كان يطلب شيئاً عجيباً ! يطلب ناقة عشراء ، أي مضى على حملها عشرة أشهر تخرج من قلب الجبل . .

سيطرت رهبة المكان على الجموع و هي تراقب صالح و تنظر إلى الجبل بصخوره الصماء .

جثا نبي الله صالح و دمعت عيناه و هو يطلب آية من ربه فلعل قومه يهتدون . . يعودون إلى فطرتهم فيعبدون الله وحده .

فجأة نهض صالح و أشار بإصبعه إلى نقطة في الجبل . .

سمع أفراد القبيلة جميعهم صوتاً مهيباً . . صوتاً يشبه تشقق الصخور . . كان الصوت قويّاً مدوّياً .

تساقطت بعض الصخور إلى أسفل الوادي . . و من بين الغبار الخفيف ظهرت ناقة جميلة رائعة .

كانت ناقة عشراء حقاً . .

الناقة كانت وديعة جدّاً يحبها المرء لأوّل نظرة .

سجد سيّدنا صالح لله شكراً و تعظيماً . . أنها قدرة الله المطلقة التي تقول للشيء كن فيكون .

طأطأ أفراد القبيلة رؤوسهم إجلالاً و سجد بعضهم لله . .


ها هم يرون آية عظيمة . . أمام أعينهم . . إن ما قاله صالح هو الحق . . إنّ الله واحد لا شريك له .

كانوا قليلين و لكنّ إيمانهم كان إيماناً ثابتاً ثبات الجبل الذي خرجت من قلبه الناقة .

كل أفراد القبيلة كانوا ينظرون بانبهار إلى تلك المعجزة . .

أصبحت الناقة رمزاً لرسالة صالح .

أصبحت رمزاً للتوحيد في مقابل الوثنية .

مرّت ثلاثة أيام و أنجبت الناقة فصيلاً (صغير الجمل يسمى فصيل ) جميلاً محبوباً . .

كان يرافق أمّه دائماً يلعب قربها في وداعة و كانت أمّه ترعاه بحنان . .

أصبحت الناقة و فصيلها الوديع رمزاً للمحبّة و الرحمة .

كلما شاهدها أحد قال ، هذه ناقة صالح .

و لكن نبي الله صالح قال لهم : هذه ناقة الله . . إنّها آية السماء . . و إياكم أن تؤذوها أو تمسّوها بسوء سوف تحلّ بكم لعنة الله إذا فعلتم ذلك .

فلما خرجت الناقة قال لهم صالح هذه الناقة { لها شِرْب ولكم شِرْبُ يومٍ معلوم } . فكان شربها يوماً وشربهم يوماً معلوماً فإذا كان يوم شربها خلوا بينها وبين الماء وحلبوا لبنها وملأ واكل وعاء وإناء وإذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئاً وتزودوا من الماء للغد

أن صالحاً أخبر قومه أن يتقاسموا ماءهم سهمين : سهم لهم وسهم للناقة ، فلهم شرب يوم منه ولها شرب يوم آخر (قال هذه ناقة الله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم)(2) كما جاء في سورة القمر أيضاً (ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر)(3).
وفي سورة الشمس إشارة مختصرة إليها أيضاً ، حيث يقول سبحانه : (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها)(4).
ولكن لم يتّضح كيف كان تقسيم الماء خارقاً للعادة ؟
هناك احتمالان :
الأوّل : إنّ الناقة كانت تشرب ماءً كثيراً بحيث تأتي على ماء «النبع» كله .
والثاني: إنّه حين كانت ترد الماء لا تجرؤ الحيوانات الأُخرى على الورود إلى الماء معها .
أمّا كيف كانت هذه الناقة تستفيد من جميع الماء؟ فيوجه هذا الاحتمال بأنّ ماء
القرية كان قليلاً كماء القرى التي ليس فيها أكثر من عين ماء واحدة ، وأهل القرية مجبورون على أن يدخروا الماء تمام اليوم في حفرة خاصّة ليجتمع الماء في العين مرّة أُخرى .
ولكن في جزء آخر من سورة الشعراء يتجلّى لنا أنّ ثمود لم يعيشوا في منطقة قليلة الماء ، بل كانت لهم غابات وعيون ونخيل ومزارع حيث تقول الآيات : (أتتركون في ما ههنا آمنين، في جنات وعيون، وزروع ونخل طلعها هضيم)
و تمرّ الأيام و الناقة تعيش في تلك الوديان الفسيحة تأكل من أعشاب الوادي و تقصد بعض العيون فتشرب الماء و ترتوي . .


كانت تهب اللبن لكلّ النّاس . . و كان لبنها طيباً مباركاً .

وقال تعالى في سورة النمل:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ، قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُون، قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

أصبحت قبيلة ثمود جبهتين متصارعتين

جبهة الايمان و جبهة الوثان . .

في كلِّ يوم كان الكفّار يؤذون المؤمنين يسخرون من إيمانهم يقولون لهم : هل حقاً انّكم تؤمنون بأن صالحاً رسول من الله ؟!

و كان المؤمنون يقولون : نعم إنّنا نؤمن برسالته و بما جاء به من عند الله و لا نعبد غير الله .

عندها يقول الكافرون : اننا بما آمنتم به كافرون .

كانوا يعلنون بصراحة كفرهم برسالة الله .

كانوا أثرياء أبطرتهم النعمة . . كانوا يتصوّرون انهم أقوياء جداً .

و كان أكثرهم كفراً تسعة رجال قساة القلوب . . ليس في نفوسهم رحمة لأحد . .


لا يعرفون شيئاً سوى مصالحهم . . ادركوا أنّ صالحاً سيكون خطراً على نفوذهم . . لهذا حقدوا عليه

حقدوا على الناقة لأنها أصبحت رمزاً لنبوّة صالح و صدق رسالته .

فأوحى الله إلى صالح أنّ قومك

سيعقرون الناقة . فقال لهم ذلك ، فقالوا : ما كنا لنفعل . قال : لا تعقروها أنتم ، يوشك أن يولد فيكم مولود يعقرها . قالوا : وما علامته فوالله لا نجده إلا قتلناه . قال : فإنه غلام أشقر، أزرق ، أصهب ، أحمر. قال فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما ابن رغب له عن المناكح وللآخر ابنة لا يجد لها كفؤاً فزوج أحدهما ابنه بابنة الآخر فولد بينهما المولود فلما قال لهم صالح : إنما يعقرها مولود فيكم اختاروا قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطاً يطوفون في القرية فإذا وجدوا امرأة تلد نظروا ولدها ما هو، فلما وجدوا ذلك المولود صرخ النسوة وقلن هذا الذي يريد نبي الله صالح . فأراد الشرط أن يأخذوه فحال جِدَّاه بينهم وبينه ، وقالوا : لو أراد صالح هذا لقتلناه .
فكان شر مولود، وكان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة، فاجتمع تسعة
رهط منهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون كانوا قتلوا أبناءهم حين ولدوا خوفاً أن يكون عاقر الناقة منهم ثم ندموا فأقسموا ليقتلن صالحاً وأهله . وقالوا : نخرج فنرى الناس أننا نريد السفر فنأتي النار الذي علن طريق صالح فنكون فيه فإذا جاء الليل وخرج صالح إلى مسجده قتلناه ثم رجعنا إلى الغار ثم انصرفنا إلى رحالنا وقلنا: ما شهدنا قتله فيصدقنا قومه وكان صالح لا يبيت معهم كان يخرج إلى مسجد له يعرف بمسجد صالح فيبيت فيه فلما دخلوا الغار سقطت عليهم صخرة فقتلتهم فانطلق رجال ممن عرف الحال إلى الغار فرأوهم هلكى ، فعادوا يصيحون أنّ صالحاً أمرهم بقتل أولادهم ثم قتلهم . وقيل : إنما كان تقاسم التسعة على قتل صالح بعد عقر الناقة وإنذار صالح إياهم بالعذاب وذلك أنّ التسعة الذين عقروا الناقة قالوا : تعالوا فلنقتل صالحاً فإن كان صادقاً عجلنا قتله وإن كان كاذباً ألحقناه بالناقة فأتوه ليلاً في أهله فدمغتهم الملائكة بالحجارة فهلكوا فأتى أصحابهم فرأوهم هلكى فقالوا لصالح : أنت قتلتهم وأرادوا قتله فمنعهم عشيرته وقالوا ة إنه قد أنذركم العذاب فإن كان صادقاً فلا تزيدوا ربكم غضباً وإن كان كاذباً فنحن نسلمه إليكم فعادوا عنه .
على قتلها، وقيل : إنّ ثموداً كان فيهم امرأتان يقال لأحداهما قطام وللأخرى قبال وكان قدار يهوى قطام ومصدع يهوى قبال ويجتمعان بهما ففي بعض الليالي قالتا لقدار ومصاغ لا سبيل لكما إلينا حتى تقتلا الناقة فقالا : نعم وخرجا وجمعا أصحابهما وقصدا الناقة وهي عك حوضها. فقال الشقي لأحدهم اذهب فاعقرها فأتاها فتعاظمه ذلك فأصرت عنه ، وبعث آخر بأعظم ذلك ، وجعل لا يبعث أحداً إلا تعاظمه قتلها حتى مشى هو إليها فتطاول فضرب



ذات ليلة و بعد أن نام الناس اجتمع أولئك الرجال التسعة راحوا يأكلون الطعام بشراهة . . أكلوا حتى امتلأت بطونهم .

ثم راحوا يشربون الخمر حتى سكروا . . أصبحت عيونهم حمراء . . كانوا يتحدثون عن شيء واحد ، هو خطر النبي صالح . .



تساءل الجميع : من هو ؟

قال الرجل : انه قيدار الشقيّ . (الذي عَقَرَ ناقة النبي صالح ( عليه السَّلام ) هو رجل من قوم ثمود يُدعى " قيدار ـ أو قَدَّار ـ بن سالف " ، و كان إبن بغي (عاهرة مشهورة بالزنى) ، و يقال له أيضا : " أحمر ثمود " .

صاح الجميع : نعم قيدار الذي لا يرحم أحداً .


برقت العيون بالغدر و الجريمة و القتل . . و خرج أحدهم ليستدعي قيدار الشقي .

كان الوقت بعد منتصف الليل و جاء قيدار يحمل معه سيف الغدر . .

سكر قيدار و احمرّت عيناه . . كان هو الآخر يحقد على الناقة . . إنّها رمز الخير و هو يكره الخير . . كان مخلوقاً شقياً شرّيراً ، و الشرّير لا يحب الخير . .

و عندما أغروه بالمال نهض لينفّذ جريمته .

قال المتآمرون : إلى أين يا قيدار ؟

قال قيدار : سأقتلها الليلة .

قال الرجال التسعة المفسدون : كلاّ انتظر حتى يطلع الفجر . . و عندما تذهب الناقة إلى الينبوع فانّك تستطيع قتلها بسهولة .

طلع الفجر و كان قيدار الشقي قد أمضى الليل كلّه يسكر و يعربد .

أصبح وجهه مخيفاً . . أصبح أكثر حمرة ، و كانت عروق وجهه زرقاء فأصبح وجهه مرعباً . . لو رآه إنسان في تلك الحالة لعرف أن قيدار سيرتكب جريمة !

استيقظت الناقة و استيقظ فصيلها الوديع و انطلقا إلى النبع ليشربا الماء . .


كان الفصيل سعيداً يمرح . . و كانت الشمس قد أشرقت قليلاً ، فبدت المروج الخضر ملاعب جميلة .

كان فصيل الناقة يحبُّ اللعب في تلك المروج الخضراء و كانت أمّه تأخذه إلى هناك كل صباح . .

و لكن ماذا حدث ذلك الصباح ؟ لماذا لم يذهب الفصيل الصغير ليلعب ؟

ماذا يرى ؟!

شعر بالخوف . . نعم لقد ظهر قيدار الشقي بوجهه المخيف . . ظهر فجأة و اعترض طريقهما .

كان في يده سيف . . أرادت الأم أن تبتعد و لكن قيدار بادرها بضربة غادرة . . هوت الناقة المسكينة فوق الأرض .

و عاجلها قيدار ليطعنها في رقبتها . . كانت تنظر بحزن إلى فصيلها . . تريد أن تقول له : انج بنفسك كان الفصيل خائفاً مذعوراً فرّ باتجاه الجبل .

جاء الرجال التسعة و راحوا يطعنون الناقة بالسكاكين و الخناجر . . و راحت الدماء تسيل ، تلوّن الأرض و تصبغ الصخور .

لم يكتف المجرمون من قبيلة ثمود بما فعلوه . . كانت أيديهم ملطخة بدماء الناقة البريئة . . و راح الوثنيون يتخطفون لحمها مثل الذئاب المتوحشة . .
ثم أتى رجل منهم صالحاً فقال : أدرك الناقة فقد عقروها فأقبل وخرجوا يتلقونه يعتذرون إليه يا نبي الله إنما عقرها فلان إنه لا ذنب لنا
الطريف أنّنا نقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ الذي عقر الناقة لم يكن إلاّ واحداً ، لكن القرآن ينسب هذا العمل إلى جميع المخالفين من قوم صالح «ثمود» ويقول بصيغة الجمع : (فعقروها) وذلك لأنّ الإسلام يعدّ الرضا الباطني في أمر ما والارتباط معه ارتباطاً عاطفياً بمنزلة الاشتراك فيه ، وفي الواقع فإنّ التآمر على هذا العمل لم يكن له جانب فردي ، وحتى ذلك الذي أقدم على عمله لم يكن معتمداً على قوته الشخصيّة فجميعهم كانوا مرتاحين لعمله وكانوا يسندونه ، ومن المسلّم أنّه لا يمكن أن يعدّ هذا العمل عملاً فردياً . بل يعد عملاً جماعياً . يقول الإمام علي(عليه السلام) : «وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا»(1) .
وهناك روايات متعددة في المضمون ذاته نقلت عن نبي الإسلام وأهل بيته الكرام ، وهي تكشف غاية الإهتمام من قبل هؤلاء السادة العظام بالعلاقة العاطفية والمناهج الفكرية المشتركة بجلاء ، ونورد هنا على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ عدداً منها .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «من شهد أمراً فَكرِهه كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضيه كمن شهده»(2) .
ويقول الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) «لو أنّ رجلاً قُتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عزَّوجلَّ شريك القاتل»(3).
ونقل عن الإمام علي (عليه السلام) أيضاً أنّه قال : «الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه
________________________________________

قال : أنظروا هل تدركون فصيلها؟ فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه

لم يكتفوا بذلك و راحوا يطاردون الفصيل الصغير كان ما يزال صغيرا . . كان خائفاً مذعوراً راح يتسلّق صخور الجبل .

كان يبحث عن ملجأ من هذه الوحوش التي تطارده . . وحوش أشرس من الذئاب .

وقف فصيل الناقة الصغير فوق قمّة الجبل ينظر إلى أُمه التي مزّقتها السكاكين و ينظر إلى المجرمين بأيديهم الخناجر و هم يتسلّقون الجبل لقتله .

لم يكن هناك من طريق للنجاة . . نظر إلى السماء و رغى . . رغى ثلاث مرّات قبل أن يطعنه أحد الوثنيين بسكين حادّة . .

وقع الفصيل الصغير فوق الصخور . . و نزفت دماؤه لتصبغ الصخور بلون أحمر رائق .

انهال عليه المجرمون بالسكاكين الحادّة و مزّقوه بوحشية . حتى الذئاب كانت أرحم من أُولئك القتلة الكافرين .

استيقظ سيّدنا صالح و المؤمنون على هول الجريمة . . و مضى صالح و الذين آمنوا ليشاهدوا ما حلّ بناقة الله .






ولما رأى الفصيل أمه تضطرب قصد جبلاً يقال له القارة قصيراً فصعده وذهبوا يطلبونه فأوحى الله إلى الجبل فطال في السماء حتى ما يناله الطير ودخل نبي الله صالح القرية ولما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه ثم استقبل صالحاً فرِغاً ثلاثاً فقال صالح لكل رغوة أجل يوم { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُم ثَلَاثَةَ أيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غيْر مَكْذُوب } (1) وآية العذاب أن وجوهكم تصبح في اليوم الأول مصفرة وتصبح في اليوم الثاني محمرة وتصبح في اليوم الثالث مسودة
لم يعتذر أهل ثمود . . لم يتوبوا بل فكّروا أيضاً بقتل نبي الله صالح . . فكّروا بقتل أسرته أيضاً .

مرّة أخرى اجتمعوا و قرّروا أن يهاجموا منزل نبي الله صالح ليقتلوه هو الآخر ، و بعدها يمكنهم قهر المؤمنين المستضعفين . .

و لكن ماذا حصل ؟


قبل أن ينفّذوا جريمتهم الأخرى حدث شيء رهيب . . كانت الغيوم السوداء تتجمع في السماء . . حجبت النجوم و القمر و الكواكب و غرقت الوديان و الجبال في ظلمة كثيفة .

فلما أصبحوا إذا وجوههم كأنما طليت بالخلوق صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم فلما أصبحوا في اليوم الثاني إذا وجوههم محمرة، فلما أصبحوا في اليوم الثالث إذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار فتكفنوا وتحنطوا وكان حنوطهم الصبر والمر وكانت أكفانهم الأنطاع ثم ألقوا أنفسهم إلى الأرض فجعلوا يقلبون أبصارهم إلى السماء والأرض لا يدرون من أين يأتيهم العذاب ؟ فلما أصبحوا في اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كالصاعقة، فتقطعت قلوبهم في صدورهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، وأهلك الله من كان بين المشارق والمغارب منهم إلا رجلًا كان في الحرم فمنعه الحرم . قيل : ومن هو؟ قيل : هو أبو رغال وهو أبو ثقيف في قول آخر

وقد قيل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بقبر أبي رغال، فقال: "أتدرون من هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا قبر أبي رغال، رجل من ثمود، كان في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن ها هنا، ودفن معه غصن من ذهب. فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن". قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري: أبو رغال أبو ثقيف..

وقال تعالى في سورة حم السجدة:
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

لم ينج أحد سوى نبي الله صالح و الذين آمنوا معه .

، ولما سار النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قرية ثمود فقال لأصحابه :لا يدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائها، وأراهم مرتقى الفصيل في الجبل ، واراهم الفج الذي كانت الناقة ترد منه الماء .
وأما نبي الله صالح عليه السلام فإنه سار إلى الشام فنزل فلسطين ، ثم انتقل إلى مكة
فأقام بها يعبد الله حتى مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة وكان قد أقام في قومه يدعوهم عشرين سنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عندليب الشرق
عضو فعال
عندليب الشرق


عدد الرسائل : 57
العمر : 31
البلد : قلوب العشاق
تاريخ التسجيل : 04/09/2007

سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحسن القصص -قصة قوم ثمود   سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 1:25 pm

مشكور اخوي امين العلي على الموضوع الجميل


اخوك /عندليب الشرق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابريسSS
مشرف قسم الالعاب الاكترونية
مشرف قسم الالعاب الاكترونية
كابريسSS


عدد الرسائل : 620
العمر : 31
البلد : الـ ـقـ ـاره
تاريخ التسجيل : 03/09/2007

سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحسن القصص -قصة قوم ثمود   سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 02, 2007 3:22 pm

مشكووور اخي امين العلي....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aminalali
عضو فعال



عدد الرسائل : 102
العمر : 47
البلد : القارة
تاريخ التسجيل : 09/09/2007

سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Empty
مُساهمةموضوع: شكرا على مرورك يا كابريس ss   سلسلة أحسن القصص -قصة  قوم ثمود Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2007 4:06 pm

و أتمنى أن نتعلم أن جميع الطغات مصيرهم وعذابهم يأتي بتغة وبشكل لا يخطر على بالهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة أحسن القصص -قصة قوم ثمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى معا الى الابد :: الاقسام العامه :: قسم القصصـ والــروايــــات-
انتقل الى: