يحكي فيما مضى أنه كان هناك شخص لديه صديق عزيز .
وكان هذا الشخص يؤذي صاحبه في بعض الأحيان ويسبب ألم بداخل قلب صديقه ولكن بما أنهما أصدقاء فقد كان هذا الشخص يعتذر فيما بعد عن أخطاءه تجاه صديقه . و يسامح الصديق هذا الشخص بعد فترة.
وقد كان يظن هذا الشخص أنه عند قبول صديقه العذر فأنه كأنه لم يحصل شيء .
ولقد أراد والد هذا الشخص تعليم أبنه درسا ، فلقد كان الأب حكيما وعاقلا ، فأراد إعطاء أبنه درسا في الجروح التي تسببها تصرفاته تجاه صديقه .
فقال لأبنه : يا بني خذ لوحاً من الخشب و إذا حصل خلافا بينك وبين صديقك بسببك فخذ مسماراً و أغرسه في لوح الخشب ، وإذا تصالحتما فإنزع المسمار من لوح الخشب .
وبالفعل فعل الإبن ذلك و لكنه لم ينتبه إلى درس والده الحكيم .
وبعد عدة سنوات طلب الأب من أبنه بأن يحضر لوح الخشب ، وجاء الإبن مسرعا فرحاً بلوح الخشب ، لأنه لم يوجد به أي مسمار وهذا معناه أنه لا توجد أي مشكلة بينه وبين صديقه .
ولكن الأب الحكيم أحضر لوحا خشبيا جديدا .
وقال لإبنه صحيح أنه لا توجد مسامير ولكن أنظر إلى هذا اللوح الجديد و إلى لوحك الخشبي المليء بالثقوب .
أليس منظره يدل على شدة الألم الذي قاسه هذا اللوح الخشبي من غرس المسامير لو كان به مشاعر .
فقلب صاحبك هكذا مليء بالجروح التي سببتها لها طوال هذه السنين فالجروح الصغيرة تترك أثر و تتراكم طوال السنين حتى يأتي اليوم الذي ينكسر فيه لإنه لن يجد به مكان فارغ ليغرس به ألم جديد و مسمار جديد .
وهذا تماما ما يحدث بين الزوجين مهما كانا متحابين لو كثرت بينهما الخلافات ، فلا يظن أحدا أنه ستمر بدون أن تترك أثر .
فأحرص على ضم لسانك داخل فمك و قت الغضب و على إخفاء غضبك حتى تهدأ وبعدها تحكم بعقلك على التصرف المناسب فعله ، فقد تكون مخطئاٌ ، و تزيد خطئك بكلامك و أفعالك .
يقول أمير المؤمنين علي " إذا ذهب جنون الغضب جاءة الحسرة" ولكنها لا تنفع أحيانا كما حصل بين أبو عصام وحرمه الست سعاد خانوم في مسلسل باب الحارة ،
الله يجيرنا يا لطيف على هيك مصيبة .