من كرامات الإمام الجواد ( عليه السلام )
إن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الكرامات والمعاجز ما لا يُحصى ، كما منح جدهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليؤمن بهم الناس ، ويلتجئوا إليهم في السَرَّاء والضَرَّاء ، فيجعلوا منهم ( عليهم السلام ) وسائط إلى الله تعالى .
وقد أجمع المؤرخون والرواة على أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لما خرج من بغداد متوجهاً إلى المدينة المنورة جرت له في أثناء الطريق كرامة ، ولنترك الشيخ المفيد ( قدس سره ) يحدِّثُنا عنها ليقول :
لما توجَّهَ أبو جعفر الجواد ( عليه السلام ) من بغداد إلى المدينة ومعه أمُّ الفضل ، خرج الناس يُشيِّعونه .
ولمَّا صار ( عليه السلام ) إلى شارع باب الكوفة انتهى إلى دار المُسَيَّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد .
وكان في صحنه ( عليه السلام ) شجرة نَبْق لم تَحمِل ثَمَراً بَعد ، فَدَعَا ( عليه السلام ) بِكُوزٍ فيه ماء فتوضَّأ في أصل النبقة ، وقام ( عليه السلام ) فصلَّى بالناس صلاة المغرب .
فقرأ ( عليه السلام ) في الركعة الأولى منها سورة ( الحَمْد ) و( الفَتْح ) ، وقرأ في الركعة الثانية سورة ( الحَمْد ) و( التَوحِيد ) ، وقَنَتَ قبل ركوعه ، وصَلَّى الثالثة ، وتشهَّدَ وَسَلَّم ، ثم جلس ( عليه السلام ) هُنَيئَةً يذكر الله جلَّ اسمُه .
وقام من غير أن يُعَقِّبَ فَصلَّى النوافل أربع ركعات ، وعَقَّب تعقيبَهَا ، وسَجد سَجدَتَي الشكر ، ثمَّ خرج ( عليه السلام ) .
فلمّا انتهى ( عليه السلام ) إلى شجرة النبق رآها الناس وقد حَمِلَتْ حَمْلاً حسناً بسبب بَرَكات الإمام ( عليه السلام ) ، فتعجَّبُوا من ذلك وأكلوا منها ، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وَودَّعُوه ( عليه السلام ) وَمَضَى من وقته